Posté le: Ven 28 Mai 2010 - 21:05 Sujet du message: عمر بن عبد العزيز
قام عمربن عبدالعزيز وخطب الناس فكان مما قال: اتقوا الله قبل حلول الموت بكم إني لأقول هذا وما أعلم أحد عنده من الذنوب أكثر مما عندي. ثم خنقته عبرته فأخذ طرف ردائه فوضعه على وجهه يبكي، فما بقي أحد إلا بكى لبكائه، ولم يخطب بعدهارحمه الله. وفي ضحى يوم عيد الفطر حلت به سكرات الموت، التي لابد من حلولها بكل واحد منا ونسأل الله أن يحسن الختام، فجاءه [مسلمة بن عبد الملك] فقال له: إنه قد نزل بك ما نزل، وإنك تركت صبيتك صغارًا لا مال لهم فأوص بهم إليَّ.، فجلس وقال: والله ما منعتهم حقًا هو لهم، ووالله لن أعطيهم ما ليس لهم، إن بنيّ أحد رجلين: إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجًا، وإما مُكِبٌ على المعصية فلم أَكُنْ لأقويه على معصية الله، ثم أمر فقال: ادعوا أبنائي جميعًا فدعوهم، وكانوا بضعة عشر صبيًا كأنهم فراخ، نظر إليهم بحنان الوالد، نظر لضعف طفولتهم وبراءة أعينهم؛ فذرفت عيناه الدمع ثم قال: أفديكم بنفسي أيتها الفتية الذين تركت ولا مال لهم، أي بَنيّ إن أباكم كان بين أمرين: إما أن يُغْنيكم ويدخل النار، أو يُفْقركم ويدخل الجنة. فاختار أن يفقركم ويدخل الجنة، لكن إن وَلِيَّ فيكم الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين. انصرفوا –عصمكم اللهء، فانصرف أبناؤه، فجعل يبتهل إلى الله في خشوع ويقول: رباه أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت، رباه ما عندي ما أعُدُه إلا خوفي منك وحسن ظني بك وأن لا إله إلا أنت، ثم أمر الناس أن يخرجوا فكانوا يسمعونه يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) يقول [مسلمة]: يرحمك الله يا عمر، لقد ليَّنتَ قلوبًا قاسية، وأبقيتَ لنا في الصالحين ذِكرًا. ذهب عمر بعد أن حقَّقَ العدل والطمأنينة والسكينة والأمن بالإيمان في سنتين وخمسة أشهر وبِضعة أيام، كان كثيرًا ما يقول ويردِّد: إنَّ الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما، إنَّ الرجال لا تُقاس بالأعمار ولكن بالهِمَم والأعمال.تنمرت.